يبدو أن التغلب على الكيلوغرامات الزائدة لايحتاج الصرامة أو الحرمان بقدر ما يتطلب الحنكة والدهاء !هنا سؤال لابد من طرحه : لماذا نسعى لتناول الشوكولاتة أو رقائق البطاطس عندما نشعر بالتوتر ، التعب أو الملل؟ . في الواقع ،عندما نتوتر نشتهي الأطعمة التي كنا نهواها في طفولتنا ، أي في المرحلة التي لم نكن نعاني من الهموم . إنما ، وعندما تتحول الرغبة الشديدة لتناول الأطايب ، فهي تصبح أيضا مصدراً وسببا للتوتر ، وهذا يزيد من تفاقم المشكلة .
السؤال المطروح هنا : هل بوسعنا خسارة الوزن على الرغم من ميلنا لإلتهام الشوكولاتة أو البرغر بالجبن؟؟ نظرياً ، فإن 97% من النساء و 68% من الرجال يتملكون الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة من حين إلى اخر . إنما ، ثمة فارق بين الجنسين .فبينما تميل المرأة إلى التهام الشوكولاته وأصناف الحلوى ، يفضل الرجال الوجبات الدسمة والمالحة .إنما قد يتبدل الأمر لدى المرأة بعد انقطاع الحيض ، لتبدأ بتفعيل الأصناف التي تستهوي الرجل . وهذا مايجعلنا يظن أن التقلبات الهرمونية مسؤولة جزئيا عن شهية النساء . ولكن مامن دليل عملي أكيد ..هل الطعام الذي نشتهيه يحتاجه جسمنا حقا ؟؟ الخبراء متفقون على أنه ليس النقص في المغذيات هو المسؤول عن مختلف أنواع الرغبات الغذائية . ففي حين أن الشوكولاته تزودنا بالمغنيسوم ، لكن لو كان جسمنا بحاجة ماسة إلى المغنيسوم ، لطلبنا السلطة الخضراء والتي تزودنا بكمية أكبر بكثير مقارنة بأصبع الشوكولاتة ! إذاً ، لا علاقة للجوع الحقيقي بهذا النوع من الرغبات .
لذا ، فإن مثل هذه الأطعمة لاتسّد رغبتنا بالجوع بقدر ما تكافئنا وتمنحنا المتعة .مؤخراً ، عمل الباحثون على فهم كيمائية عمل الدماغ فوجدوا أن مذاق الشوكولاتة الغني بالدهون قد يطلق “نشوة” شديدة لاتختلف عن تلك التي يشعرها مدمن الكوكايين .
حيل بسيطة للتغلب على الرغبات الشديدة : حدد الباحثون مجموعة من الحيل التي تساعدنا في خسارة الوزن عبر التغلب على الرغبات الشديدة …
1-استبدال “العادة ” القديمة الضارة بعادات أخرى سليمة :
اجريت تجربة على مجموعة من المتطوعيين بإعطائهم مرطبات غذائية مكملة ولمدة 5 أيام ، وخفهمنا لذلك خلال هذا الوقت ، تناولوا كمية أقل من الأطعمة “المحرمة ” . ومع نهاية المدة ، لم تعد المجموعة تطلب إلى المرطبات المكملة .الأيام الأولى هي الأصعب وربما سنعجز عن القاء عاداتنا القديمة السيئة بالكامل ، إنما وكلما تجنبنا تناول الأطعمة التي تثير شهيتنا ولمدة أطول ، تراجعت رغبتنا بتناولها أكثر فأكثر .
2-لاحرمان.. بل جَوز وماء :
في حال شعورنا بالجوع ، فإن شرب كوبين من الماء وتناول 6 حبات من الجوز أو 12 حبة من اللوز أو 20 حبة من الفستق ، كفيلة بسد الجوع وتقليص الشهية في غضون أقل من نصف ساعة إذ انه يبدل كيميائيات الجسم .
3-لا للتجربة :
في حال استجابتنا لرغباتنا وشراء كميات كبية من الحلوى أو غيرها من الأطايب وشعرنا بالذنب ونحن نتناولها ، فما علينا سوى تدميرها بالكامل ..وعندها سنشعر بالرضا إذا استطعنا التغلب على شراهتنا ولو لدقائق !
4-نعم للقيلولة :
هل تعلمون أن نوبات الجوع والشراهة تصيبنا أكثر عندما نعاني من التعب؟؟ لذا يجب أخد قيلولة أو استراحة وجيزة ، لنغمض اعيننا ونعيد تجربة طاقتنا.
5- استمتاع ضمن الحدود :
بين الحين والأخر ، لابأس إن تناولنا حصة من البوظة ، الشوكولاته أو الحلوى .. لكن ، فلنتبع صنفاً خفيفاً ( 100 وحدة حرارية ).. والحيلة الأفضل ؟؟ ألا نشتري سوى حصة واحدة أو أصبع كل مرة .وهكذا لن نستطيع الحصول على المزيد منها كلما فتحنا خزانة المطبخ أو الثلاجة.ولنأخد بعين الأعتبار ، ان 100 وحدة حرارية كفيلة بإفساد برنامج خسارة الوزن إذا ماتناولها يومياً . ولكننا بإمكاننا العزم على حرمة الفائض عبر المشي بخطوات سريعة لمدة 15 دقيقة .
6- تذكروا:
ما نمر به هي نزوة غذائية وليست جوعا حقيقاً، وفهمنا لذلك هو بداية العلاج ، فلنحاول أن نله ذهننا عنها، كأن نتصل بأحد الأصدقاء ، نستمع إلى الموسيقى، نخرج لشراء غرض…ريثما تمر النزوة.
7-تجنب المصادر المحركة للشيهة :
فلنبدل نمطنا اليومي المعهود،عبر تجنب الحلويات أو المطاعم المحببة لدينا، وما لم نستطع مقاومة المظهر الشهي لقالب الحلوى،فلنحاول بعدها تخفيف حصصنا الحرارية خلال وجبات النهار.
8- نظف أسنانك :
عندما تشعر بنوبة جوع ،فلنفرك أسناننا ونغسل فمنا بغسول خاص بنكهة النعاع ، فإذا شعرنا بفم نظيف منتعش، فلن نريد افساده عبر تناول الطعام، على الأقل ،ليس قبل بضع ساعات .
9-قهوة عوضا عن الحلوى :
جرب ارتشاف فنجان من القهوة بالحليب منزوع الدسم عوضاً عن التهام أصبع حلوى أو شوكولاته . لصحيح أن الكافيين لن ترضي رغبتنا ولكنها توفر علينا بعض الوحدات الحرارية عبر تقليص شهيتنا بعض الشئ، كما أن عادة شرب القهوة الساخنة والغنية بالمذاق كفيلة بإلهائنا وإرضاء معنوياتنا .
10- الاسترخاء:.
يجب أن نتعلم كيف يمكن أن نحتوي التوتر(حيث أن التوتر هو مثير الشهية الأول ) ، فهذا يوفر علينا مئات الوحدات الحرارية كل يوم . لكن هذا يحتاج إلى التمرنيمكننا البدء بتمارين تنفسية (شهيق عميق فزفير من البطن) أو ربما نتخيل مشهداً مهدئاً ومليئاً بالسكون. أو نخضع لجلسات خاصة بتليين واسترخاء العضلات.
ليست هناك تعليقات :
إترك تعليقك