تعتمد الحالة الصحية والغذائية السليمة على حصول الفرد على ما يكفيه من العناصر الغذائية الضرورية أى على التغذية السليمة وتوفير الغذاء الكافى ، وتتأثر كفاية الغذاء بعدة عوامل من بينها الرخاء الإقتصادى والإجتماعى والإنتاج الزراعى والغذائى وعدالة توزيع هذه المنتجات ، وفى هذه الدول يقع العبء الأكبر لسوء التغذية على الأطفال حيث أن للأطفال صفات مميزة يختلفون فيها عن الكبار منها أن احتياجاتهم الغذائية أكثر من احتياجات الشخص البالغ لأنهم يحتاجون إلى مزيد من الطاقة والبروتين لبناء أنسجتهم وليس فقط للمحافظة عليها وكذلك تختلف الوظائف الفسيولوجية لأعضاء جسم الطفل عن تلك التى للشخص البالغ
1- الإصابة بالسمنة:
تظهر السمنة عند طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية أكثر من المرحلة الابتدائية. وقد يرجع السبب إلى أن الطلبة في هذه المرحلة أقل استهلاكا للطاقة، وليس زيادة في تناول السعرات الحرارية. وغالبا ما تؤدي السمنة في هذه الفترة إلى عدد من المشكلات النفسية والاجتماعية، فقد تؤدي إلى الإحساس بالإحباط وعدم الثقة في النفس، وعدم الاقتناع بالمظهر الشخصي، وهناك اعتقاد بأن البدّن يشعرون بأن مظهرهم البدين له تأثير على الطريقة التي يعاملهم بها الناس.
2- نقص الحديد والنحافة
فقر الدم الناجم عن عوز الحديد: هو من أكثر الأمراض انتشارا في المنطقة العربية وبخاصة عند الطلبة، ويؤدي عوز الحديد إلى حدوث بطء في النمو العقلي والذهني، وسرعة التعب والخمول وتأخر الاستيعاب، مع زيادة احتمال التعرض للعدوى والوفاة خلال الطفولة. وترجع الحالة إلى قلة تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد والبروتين الذي يساعد على نقل الحديد داخل الجسم، وكذلك قلة تناول المواد التي تزيد من امتصاص الحديد في الأمعاء مثل فيتامين «سي»، إضافة إلى فقدان الدم المتكرر بسبب الأمراض الطفيلية للجهاز الهضمي، وأيضا لفقدان الدم أثناء الدورة الشهرية بالنسبة للبنات.
* النحافة أو فقدان الوزن:
تعتبر من الأمراض التي تصيب الطلبة نتيجة الأمراض المزمنة أو الحادة أو فقدان الشهية، أو وجود مشكلات في عملية الهضم، أو تناول بعض العقاقير أو الأدوية، أو نتيجة الإصابة بالأمراض الطفيلية، أو الإصابة ببعض الأمراض الوراثية أو النفسية أو العصبية.
3- تسوس الأسنان:
يحدث تسوس الأسنان نتيجة أربعة عوامل أساسية هي: استعداد أو قابلية الأسنان للتسوس (غالبا ما تكون وراثية)، وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم، أو وجود الميكروبات التي تخمر الكربوهيدرات، أو نقص في تركيز الفلور في مياه الشرب.
4- مشكلات غذائية عصبية
فقدان الشهية العصبي (القهم العصابي): تحدث هذا الحالة المرضية غالبا لدى الفتيات في سن المراهقة، حين تفكر الفتاة في أن وزنها يزيد على الوزن السوي، فتحاول ممارسة نوع من التحكم في كمية الغذاء الذي تتناوله، ويستمر هذا الحال إلى أن تصل الفتاة إلى الدرجة التي تكره فيها الأكل تماما، وينقص وزنها تدريجيا إلى الحد الذي يهدد حياتها في بعض الأحيان.
* النهام العصابي:
تحدث هذه الحالة في سن المراهقة المتأخرة بشكل اضطراب متناوب بين إقبال شديد على الطعام، ثم الشعور بالخوف من السمنة، يتلوه فقدان للشهية ومحاولة إنقاص الوزن بالتخلص من الأطعمة المتناولة، ثم بزوال الخوف والشعور بالذنب تعود مرة أخرى إلى التناول الشره للطعام
5- عوز فيتامين ( A ) :
يحدث هذا المرض عندما ينعدم المخزون من الفيتامين فى الكبد وتقل نسبته فى الدم ولا يستطيع الجسم إعادة بناء هذا المخزون لعدم تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين ، ويؤثر نفص فيتامين ( A ) على العين بصفة خاصة حيث يصيب الأطفال قبل سن الدراسة وخاصة في المناطق التي ينتشر فيها الجهل والتخلف الاجتماعى وانتشار الأمراض المعدية .
ومن أخطر نتائج احتياج هذا الفيتامين هو جفاف المقلة وما يترتب عليه من فقد البصر الذى يصيب نسبة كبيرة من الأطفال ، كما يؤدى نقص هذا الفيتامين إلى قصور فى النمو البدنى والعقلى . ويلازم عوز فيتامين ( A ) حالات الماراسماس والكواشيوركور .
6- امراض سوء التغذية الناجمة عن نقص البروتين والطاقة :
يعانى ملايين الأطفال فى العالم وخاصة فى الدول النامية من نقص البروتين والطاقة حيث يعتبر من أهم أسباب الوفيات بين الأطفال فى هذه البلاد ، وقد أفادت منظمة الصحة العالمية بأن حوالي 500 مليون طفل فى العالم يعانون من نقص البروتين والطاقة بدرجات متفاوتة نتيجة لتفاعل عدة عوامل يلعب الغذاء فيها دوراً أساسياً ويؤثر فيها المرض بشكل أكبر على الأطفال نظراً لزيادة احتياجاتهم الغذائية من الطاقة والبروتين وهو يصيب الأطفال الأقل من 5 سنوات فى العمر ولكنه قد يصيب أيضاً الأعمار الأخرى ومنها:
1- الماراسماس : Marasmus
هو يصيب الأطفال فى السنة الأولى من العمر ومن أعراضه : (عرقلة وضعف النمو وفقدان وتبذير الأنسجة الدهنية والعضلية تحت الجلد وتحصل تغيرات فى الشعر والجلد وكذلك تضخم الكبد) ، تظهر هذه الأعراض أيضاً فى الكواشيوركور ، كما يتميز الطفل بعين براقة وشعور دائم بالجوع والتهابات معدية ومعوية .
2- الكواشيوركور Kwashiorkor :
يصيب الأطفال فى السنة الثانية من العمر ومن الصفات المميزة له : (عرقلة النمو وفقدان وتبذير العضلات تحت الجلد مع الاحتفاظ بالدهون والاستسقاء وحصول تغيرات فى استجابات الطفل العضلية للحوافز العصبية ، وكذلك يتأثر الوزن أكثر من النمو الهيكلى ، كما يحدث فى الماراسماس . وتعتمد الوقاية من سوء التغذية الناجم عن نقص البروتين والطاقة على برامج التدخل الغذائى والصحى التى تأخذ فى الاعتبار تصحيح العوامل المتعددة التى تؤدى إلى سوء التغذية ، وهى التى تتعلق بالتخلف الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بتحسين توفير مستوى المعيشة وتوفير الغذاء والتطعيم ضد الأمراض المعدية ورعاية الحامل والمرضع والطفل الرضيع .
بعض العادات الغذائية الخطأ عند طلبة المدارس
1- عدم تناول وجبة الإفطار :
فإذا كان قيام الطفل متأخراً عن موعد المدرسة ، أو كان كلا الأبوين يعملان، فقد لا يتمكن الطفل من تناول طعام الإفطار ، وتمثل وجبة الإفطار أهمية خاصة للتلميذ للاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسى .ولتلافى هذا المشكلة يمكن للأم أن تهتم بإعداد الإفطار لأولادها قبل وقت كافى من الذهاب للمدرسة ، ويجب أن يكون طعام الإفطار سهل التحضير ومتنوعاً ويفضل تناوله مع العائلة .
2- تناول الأطعمة بين الوجبات :
يلاحظ فى هذه المرحلة من العمر أن معدة الطفل صغيرة وبالتالى لن تكفيه كمية الطعام المتناولة خلال الوجبات الأساسية اليومية ، إذ لابد من تناول وجبات خفيفة بينها لتسد احتياجاته من المغذيات المختلفة .
وتكمن مشكلة تناول الأطعمة بين الوجبات للأطفال فى نوعيتها وكمية الأطعمة المتناولة حيث أن الغالبية من الأطفال يتناولون أطعمة عالية الكالورى ، وذات قيمة غذائية منخفضة مثل المشروبات الغازية والبطاطس المقلية والذرة المحمصة والحلويات وغيرها مما يقلل من إقبالهم على تناول الطعام فى الوجبات الرئيسية التى تحتوى عادة على أطعمة ذات قيمة غذائية عالية وضرورية لبناء أجسامهم بناءً سليماً .
3- عدم انتظام تناول الأطعمة:
تتحول العادات والسلوك الغذائي خلال مرحلة المراهقة إلى الأسوأ حيث تستبعد بعض المغذيات الأساسية نتيجة الإقلال من تناول الحليب، والفاكهة، والعصائر، والخضراوات وزيادة تناول المشروبات الغازية يوميا. وكثيرا ما يكون نمط تناول الأطعمة غير منتظم خلال مرحلة المراهقة، إذ يزيد مع زيادة العمر معدل تناول الأطعمة خارج المنزل. وكثيرا لا يتم تناول وجبة الإفطار أو وجبة الغذاء في هذه المرحلة، حيث إن كثيرا من المراهقين يأكلون بسرعة وينصرفون عن تناول الوجبات الرئيسية واختيار الأكلات السريعة والسهلة التحضير لإعطاء الفرصة للخروج للمشاركة والاجتماع مع الأصدقاء أو اللعب أو مشاهدة التلفاز.
4- التدخين والكحول والمخدرات:
هي من أسوء السلوكيات المرضية التي غالبا ما تبدأ بمرحلة المراهقة. ويعد التدخين (السجائر والشيشة) من المخاطر الرئيسية على صحة الفرد. أما بالنسبة لتعاطي المشروبات الكحولية فإن له مضار كثيرة وقد تتساوى هذه المضار مع ما يتناوله، الآن، الشباب في مرحلة المراهقة وهي مشروبات الطاقة وخاصة إذا تناولها مع أقراص البندول كما هو منتشر بين بعض الطلبة. ويعتبر تعاطي المخدرات آفة من الآفات، بسبب ما تحدثه من آثار سيئة على الصحة عامة وعلى تدهور الحالة الغذائية للفرد خاصة.
العوامل التي تؤثر على تناول الأطعمة
ـ وسائل الإعلام:
يعتبر التلفاز والمجلات من أهم وسائل الإعلام التي تؤثر على العادات والسلوكيات على الطلبة، حيث تتسم الإعلانات بعوامل الجذب والانتباه.
ـ تأثير الأصدقاء:
يتأثر الطلبة تأثيرا كبيرا بمن في سنهم من الأقران، فكثيرا ما يؤثر الأقران على ميول اختيار الأطعمة.
ـ الحالة الصحية:
عادة يفقد الطالب شهيته أثناء المرض، كما تزداد الحاجة إلى الأغذية في حالة العدوى والمرض، مع زيادة صرف الطاقة في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم، كما يؤدي الإسهال والتقيؤ إلى فقدان السوائل والعناصر الغذائية من الجسم. وقد تحتاج بعض الحالات المرضية كأمراض الكلى أو الحساسية الغذائية، أو في حالة عدم توفر أحد الهرمونات، مثل عدم توفر هرمون الأنسولين كما في داء السكري، أو في حالة عدم توفر أحد الأنزيمات التي تعمل على تكسير وحدات البروتينات أو الكربوهيدرات أو الدهون إلى الوحدات الأساسية، مثل مرض الفينول كيتون يوريا أو مرض عدم تحمل سكر الحليب
شكرا علي المعلومات القيمة...نوال عثمان حسن
ردحذف